أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته، فإن وجدت تامةً كاملةً نجا بفضل الله وكرمه، وإن وجد فيها نقصٌ أخذ من صلاة النافلة والتطوّع لجبران هذا النقص، وأهمّ ما ينبغي على العبد المحافظة عليه بعد الفريضة السنن الرواتب، وصلاة الوتر. و السنن الرواتب منّةٌ وفضلٌ عظيمٌ من الله تعالى على عباده، ويجب على المسلم المحافظة عليها، وعدم تضييعها، لما لها من الفائدة والنفع العظيم في الدنيا والآخرة.
السنن الرواتب هي السنن التي يصلّيها المسلم متلازمةً مع الفرائض الخمس، وتقسم السنن الرواتب إلى رواتب مؤكدة وغير مؤكدة، وتؤدى قبل صلاة الفريضة أوبعدها، أما المؤكدة فعددها اثنتي عشرة ركعة؛ ركعتين قبل فريضة الفجر، وأربع ركعات قبل فريضة الظهر، واثنتين بعدها، وركعتين بعد فريضة المغرب، وركعتين بعد فريضة العشاء، وإن آكد هذه السنن سنة صلاة الفجر.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم حافظ عليها، ولم يتركها في سفره ولا في حضره، فهما خيرٌ من الدنيا وما فيها، وبهما كان رسول الله يفتتح نهاره المبارك، كما أنه كان يخفّف من القراءة فيهما، فيقرأ سورتي الكافرون والإخلاص، ولأهميتها العظيمة، فإن فاتت العبد ولم يصليها فيصليها بعد فريضة الفجر، أو بعد طلوع الشمس بثلث ساعة تقريباً، بينما غير المؤكدة وهي أربع ركعاتٍ قبل فريضة العصر، وركعتان قبل فريضة المغرب، وركعتان قبل فريضة العشاء، وهذه يصليها المسلم أحياناً، ويتركها أحياناً أخرى، وبهذه يصبح عددها جميعاً عشرين ركعة.
عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى اثنتي عشرة ركعةً في يوم وليلة، بُنِي له بهنَّ بيت في الجنة))؛ رواه مسلم.
سنة الفجر:
قال رسول الله: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" رواه مسلم.
وتقول عائشة -رضي الله عنها-: "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر" متفق عليه.
سنة الظهر والمغرب والعشاء:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين. وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين. ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي ويصلي ركعتين" رواه مسلم.
قال رسول الله: "إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا"رواه مسلم (في المسجد).
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته" رواه مسلم.
إذا أردت الزيادة في التطوع (قال رسول الله: "رحم الله امرءا صلى قبل العصر أربعا" رواه أبو داود والترمذي. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار" رواه أبو داود والترمذي. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة" قال في الثالثة: "لمن شاء" متفق عليه (المراد بالأذانين: الأذان والإقامة).
استحباب ركعتين بعد الوضوء:
قال رسول الله لبلال: "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة" قال: "ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي" متفق عليه.
الحكمة من تشريع السنن الرواتب
زيادة الحسنات، وتحصيل الثواب.
تكفير الذنوب والسيئات.
رفعة الدرجات.
تعويض النقص في الفرائض.
بناء بيتٍ في الجنة لمن صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة.
زيادة القرب من الله عز وجل. محبة الله تعالى للعبد.
كثرة السجود بين يدي الله سبحانه وتعالى، وهو سببٌ لمرافقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الجنة، كما أنّ كل سجدة يرفع الله بها العبد درجة، ويحط عنه خطيئة.
رواتب ما قبل الفريضة؛ لتهيئة المسلم قبل أدائه للفريضة كي يترك خلفه مشاغل الدنيا ومتاعبها، وليكون على أتمّ الاستعداد، وبكامل الخشوع، وتحصيل ثواب الفرض بشكلٍ كاملٍ.
رواتب ما بعد الفريضة للاستزادة من الخير العظيم، وللتزود من العبادة، ومناجاة الخالق جلّ وعلا، حيث يكون العبد بعد أداء الفريضة في نشوةٍ عظيمة وقربٍ من الله تعالى.